المؤخرة
عذراً عزيزي القارئ .......فقد اعتدت أن ترى فى بداية أي عمل كلمة " المقدمة "ولأننا لم نصل بعد للمقدمة، لم يطاوعني قلمي لكتابتها ....................
سنغافورة – الصين – فلسطين – أمريكا – اندونيسيا – ألمانيا – الإمارات العربية - دول آسيوية ودول أوروبية ودول عربية ....... الكل سبقنا ونجحوا فى تطبيق التجربة وحصدوا نتائجها وتقدمت الدول بأدائها، أما نحن فقد أهملنا وغفلنا حتى فاتنا الركب وأصبحنا للأسف ...............................فى المؤخرة.
ولما أدركنا هذا الخطر ولمسنا خطورة الوضع الحالي ورأينا موقعنا على خريطة العالم التعليمية ....اتخذت الدولة من تطوير التعليم سياسة لها،واعتبرته فكراً مستقبلياً لها ،وتبنته مبدأً للإصلاح ،ووضعت له خططاً استراتيجية لجعله واقعاً ملموساً.
بدأت بوضع برامج لنشر ثقافة وفكر التغيير والتطوير مثل برنامج جوائز الامتياز المدرسي،وبرنامج تحسين التعليم،ومدارس المجتمع،والتجربة الاستطلاعية للجودة ،وبرنامج الإصلاح المتمركز حول المدرسة وغيرها من البرامج.
ووضعت الدولة لوائح وسنت القوانين التي تواكب ذلك التطوير وتساعد على إحداث التغيير " قانون 82 لسنة 2006 والخاص بإنشاء الهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد / قانون 155 لسنة 2007 والخاص بكادر المعلم / إنشاء الأكاديمية المهنية للمعلم ...........وتم تشكيل إدارة للجودة بوزارة التربية والتعليم انبثق عنها إدارة للجودة بالمديريات والإدارات التعليمية تعنى بتقديم الدعم الفني للمدارس ومتابعة تحقيق المدرسة لخطط التحسين ومدى استعاداها للتقدم للاعتماد .
أردت بهذه الكلمات أن أبدأ حديثي لزملائي من العاملين فى الميدان لأننا جنود هذه المعركة " معركة التغيير " ونحن فقط القادرون على إحداث هذا التغيير وكسر حواجزه.فتعالوا نقذف بالأحجار فى المياه الراكدة..تعالوا نتعاهد على السير قدماً، لا يعوقنا عائق ولا تمنعنا الأشواك " فلا يمتطى المجد من لم يركب الخطر" وسوف تحرك الريحُ الأشرعة ويتحرك معها الرافضون والمعارضون عندما يجدون أنفسهم غرباء فى عالم التطوير.
من أين نبدأ؟
لنبدأ بعرض بعض المصطلحات والمفاهيم التي تساعدنا على الفهم الصحيح لمسيرة عملنا،وتمكننا من نشر ثقافة هذا الفكر الجديد.
الجودة ...............مفهوم قديم حديث
هي : مطابقة المنتج لمواصفات التصميم (ستيوارت 1797 )
هي : إخراج منتج جيد ( فريدريك تايلور 1880 ) هي : سياسة الأداء بدون أخطاء(ديمنج 1940 )
هي : مشاركة الجميع فى اتخاذ القرار والحرص على رضاء المستهلك (اشيكاوا 1950)
هي : رضا المستفيدين ومشاركتهم والاستجابة لمتطلباتهم أساس
نجاح المؤسسة التعليمية ( مالكوم بولدريدج 1987
أول من طبق مبادئ الجودة فى التعليم )
هي : الجودة تبدأ عند مستوى القمة للمؤسسة، والإدارة الجيدة
هي التي تضع رغبات المستهلك نصب عينيها
( جون أوكلاند 1990 )
الجودة فى التعليم
الجودة هي تحسين الأداء فى العملية التعليمية للحصول على مخرج تعليمي جيد " المتعلم"
الاعتماد التربوى : هو الاعتراف (الذى تمنحة الهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد ) للمؤسسة بأن برامجها وادائها يتوافق مع المعايير المعتمدة ولديها نظام لضمان الجودة.
التهيئة والاستعداد : خطوة لابد من اجرائها قبل البدء فى أى عمل وإعداد المناخ الملائم وتهيئة المجتمع المدرسى لتقبل الأفكار والمبادئ الجديدة وغرس روح التعاون والمشاركة لدى المعنيين.
المجتمع المدرسى (المعنيون) يقصد بهم المستفيدين من العملية التعليمية متعلم وولى الامر وإدارة مدرسة ومعلمين وعاملين من الهيئات المعاونة وأصحاب المصالح والمستفيدين من الجودة
الرؤية : هى حلم المدرسة التى تسعى لتحقيقة فى ظل امكاناتها وقدراتها وبما يتلائم مع متطلبات العصر حيث يتم مراجعتها كل عام ومراعاة المستجدات فى العملية التعليمية والإبقاء عليها بعد مراجعتها متوافقه أو تعديلها وتغيرها حسب المستحدثات
(فالنظام الجديد للثانوية العامة قد يتطلب تعديل المدارس الثانوية لرؤيتها)
(وتبنى الوزارة مبدأ التعليم الالكترونى والتعليم عن بعد قد يستدعى تغيير المدارس لنظرتها المستقبلية)
الرسالة :الآليات أو الخطوات الاجرائية التى تتبعها المدرسة لتحقيق رؤيتها (من اعداد المبنى المدرسى وتجهيزة /اعداد المعلم وتنميته مهنيًا/خلق مناخ تربوى جيد وتفعيل للأنشطة وتنويعها /تحقيق المشاركة المجتمعية الفعالة وتنمية القيادة وتوعيتها بدورها /وتوفير المتطلبات التكنولوجية ......
التقييم الذاتى : نظرة الى النفس لمعرفة نقاط القوة ونقاط الضعف فى الأداء على أساس ومرجعية المعايير المعتمدة .
جمع البيانات : يقصد به التحرك فى عملية التقييم الذاتى لمعرفة المعلومات اللازمة لتحديد المستوى الحالى للمدرسة وقد تكون البيانات كمية (أرقام )أو كيفية وصفية للحالة
أدوات جمع البيانات : عبارة عن الادوات التى تستخدمها المدرسة للحصول على البيانات المطلوبة للتقييم الذاتى ومنها (المقابلات-الملاحظة-فحص السجلات والوثائق-الاستبيانات -تحليل الاداء والنتائج....)، وللمدرسة الحرية فى اختيار أدواتها بما يحقق لها الغرض المطلوب وبما يتلائم مع المعايير..
المعايير : مقياس للأداء(كيلوجرام، كيلومتر،اللتر....)
فهو الحد الادنى للأداء المدرسى والمطلوب للوصول للجودة ويتكون من عدة مؤشرات..
المؤشرات :هى عبارات تصف الأداء المتوقع وهى أكثر تحديدا من المعايير وبها عدة ممارسات..
الممارسة :هى الأفعال والأنشطة والإجراءات التى تقوم بها المدرسة بهدف تحسين الأداء.
الأدلة والشواهد : هى الأشياء الملموسة والمصادر المادية التى تدعم وتؤكد أداء المدرسة وتحقيقها للممارسات.
التوثيق : نظام تتبعه المدرسة للاحتفاظ بالادلة والشواهد
إدارة الجودة الشاملة : هى أسلوب فى الإدارة يتطلب الجودة فى إدارة المدخلات وتحسين الأداء لضمان جودة المخرجات.
القيادة والحوكمة : نظام عمل تحكمة مجموعة من القواعد واللوائح والقوانين المتفق عليها والمنظمة للعمل بالمؤسسة بمشاركة المعنيين
الأنشطة الصفية واللا صفية : ما يمارس من نشاط داخل الفصل هو نشاط صفى ، وما يمارس خارج الفصل هو نشاط لا صفى
القدرة المؤسسية : تحقيق الجودة من خلال القدرة التنظيمية للمدرسة وامكاناتها المادية والبشرية (الرؤية والرسالة - القيادة والحوكمة –الموارد المادية والبشرية – المشاركة المجتمعية النشطة – توكيد الجودة والمساءلة).
الفاعلية التعليمية : تحقيق مخرجات عالية الجودة فى ضوء الرؤية والرسالة من خلال مجموعة من العمليات والأداءات التى توفر فرص تعلم جيدة المتعلم /المعلم /المنهج /المناخ.
وهذه هى المجالات التسعة التى تنبثق عن مجالين رئيسيين وتمثل الخطوط العريضة وجوانب الأداء الكبرى التى تتضمنها منظومة التعليم .
وقــــــــفة
ماذا تفعل المدرسة لكى تحقق متطلبات الاعتماد ؟
يشترط للتقدم للاعتماد ان تكون المدرسة قد أكملت دورة تعليمية أو منحت شهادة او خرجت دفعة واحدة على الأقل ويكون لديها رؤية ورسالة تعمل على تحقيقها ولديها خطة لتحسين الاداء ونظام لضبط واستمرار الجودة ،
وكيف يمكن للمدرسة ان تفعل ذلك ؟
نقول دائما "من فشل فى التخطيط ... خطط للفشل"
فلابد أولاً ان تضع المدرسة خطة شاملة تتضمن خطوات اجرائية لتحقيق ما تريد (يمكن تسميتها خطة ضمان الجودة) تبدأ بالتهيئة والاستعداد وفيها يتم نشر ثقافة الجودة داخل المدرسة وخارجها عن طريق عقد اجتماعات مع الفئات المعنية المختلفة للتعريف بالجودة وفوائدها ومتطلباتها ويمكن عمل مسابقات تحت شعار الجودة : (رياضية/ثقافية/فنية/مقالات اذاعية/لقاءات نوعيةوتثقيف ...
عمل مطويات وكتيبات للتعريف بالقرارات والقوانين ذات الصلة ثم بعد ذلك نبدأ فى اجراءات وضع الرؤية والرسالة الخاصة بالمدرسة (أو مراجعتها) وتعد المدرسة قواعد البيانات التى تساعدها على اتخاذ القرارات ومحتويات المبنى المدرسى ومكوناتة /بيانات العاملين /المتعلمين/أولياء الأمور /هيئات المجتمع ومؤسساتة الدائمة ... وتشكيل فرق العمل داخل المدرسة كل حسب هواياته وميوله وقدراته الخاصة وعمل قوائم بالتشكيلات والفرق .
وتقوم المدرسة بعد ذلك بدراسة التقييم الذاتى لوضعها الحالى ويتم عن طريق : تحديد البيانات المطلوبة وأدوات جمع المعلومات اللازمة لها ثم توزع هذه الأدوات على الأماكن والقطاعات المستهدفة منها ويتم عمل مجموعات عمل تختص كل مجموعة بدراسة مجال من المجالات التسعة ،..
ويقوم كل فريق فى مجالة بعمل الاتى :ـ
1-دراسة التشكيل المقترح من إدارة المدرسة والمكلف بدراسة المجال .
2-توزيع المهام والأعمال على أعضاء الفريق .
3-تحديد أدوات جمع البيانات اللازمة للمجال وتوزيعها على المستهدفين(مقابلات،فحص ،ملاحظة .
4-جمع هذه الأدوات ورصد الدرجات التي وردت بها في مصفوفة الدرجات الخاصة بالمجال والتي تعتبر بمثابة إناء كبير يفرغ به محصلة البيانات الرقمية للأدوات المختلفة .
5-جمع درجات الأدوات المستخدمة مع كل ممارسة غلى حدة واحتساب المتوسط =
(مجموع درجات الأدوات ÷ عدد الأدوات المستخدمة )
6 – جمع درجات الممارسات داخل المؤشر الواحد لحساب درجة المؤشر
(مجموع درجات الممارسات ÷ عدد الممارسات )= نتيجة المؤشر .
7-كتابة النتيجة النهائية للمجال (مؤشر, معيار, مجال )
8-تحلل هذه البيانات الرقمية وتحول إلى معلومات كيفية تصف الأداء داخل المدرسة وتحدد نقاط
القوة ونقاط الضعف ومتطلبات التحسين في المجال محل الدراسة .
9-عمل تقرير مبدئي ورفعه لإدارة المدرسة يتضمن الآليات والنتائج ويقوم الفريق الخاص بالإشراف على التقييم الذاتي بعمل تقرير نهائي للمجالات التسعة .
ويعتبر تقرير التقييم الذاتي جزء أساسي وعنصر هام من عناصر ملف التقدم للإعتماد .
وبعد ذلك تقوم المدرسة بعمل حصر لنقاط الضعف الموجودة بها وتشكل لجان لعمل ترتيب تنازلي لها حسب تأثيرها سلباً على العملية التعليمية ويتم بعدها (تحديد الأولويات ) وعمل قائمة بها وتشكل المدرسة فرقاً لإعداد (خطة التحسين المدرسي ) , تقوم بصياغة فجوات الأداء في صورة أهداف عامة في خطط التحسين , ثم تنفذ المدرسة خططها وتوثق كل خطوة تقوم بها وتجمع لها الأدلة والشواهد والبراهين الدالة على عملها , وتكلف إدارة المدرسة فريقاً (بمتابعة تنفيذ الخطط ) وتعد له أدوات المتابعة , عندئذ تكون المدرسة قد وصلت لمرحلة الإستعداد للتقدم للإعتماد , وتبدأ في اجراءات التقدم وذلك بملء ملف الإعتماد , وكتابة طلب للهيئة القومية مشفوعاً بموافقة الإدارة التعليمية .
في كل هذه المراحل سوف تقوم لجان المراجعة الداخلية (الدعم الفني وضمان الجودة بالإدارة التعليمية / إدارة الجودة بالمديرية /إدارة الجودة بالوزارة / المركز القومي للإمتحانات والتقويم التربوي/ إدارة الدفاع المدني / هيئة الأبنية التعليمية )بمعاونة المدرسة . وتقديم الدعم اللازم من مستندات ومعلومات .
ملحوظة : هناك بعض المدارس تفضل قبل القيام بدراسة التقييم الذاتي عمل ما يسمى (بتفعيل الممارسات ) وفي هذه المرحلة يقوم كل فريق عمل بتنفيذ ما يمكن تنفيذه من الممارسات بشكل سليم وصحيح وتجمع المستندات والوثائق الدالة على ذلك .